اللواء باقى زكى يوسف سوف يظل باقى فى قلوب المصريين

في مايو 1969، كان اللواء باقي زكي يوسف، رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث، وصدر حينها تعليمات بالاستعداد للعبور، لكن كان هُناك أزمة في ذلك، وهي التغلّب على الساتر الترابي وفتح ثغرات فيه، فطارت فكرة إلى ذهن اللواء يوسف مستعينًا بذاكرته المهنية، تحديدًا عندما كان يعمل بالسد العالي، إذ كان يعمل كمنتدب في بداية الستينات من إبريل 64 وحتى نكسة 1967

وكانت الفكرة لدى المقدم يوسف وقتها : «انتو بتقولوا رملة.. وربنا أدانا الحل قدام المشكلة وتحت رجلينا وهو الميه.. وفي الحالة دي الميه حتكون أقوى من المفرقعات والألغام والصواريخ وأوفر وأسرع بكثير من الطرق الأخرى

عرض الفكرة المبتكرة :

وبعدما عرض المقدم يوسف الفكرة على قائد الفرقة اللواء سعد زغلول عبدالكريم، تواصل مع نائب رئيس العمليات اللواء أركان حرب محمود جاد التهامي، وأخبره أن ضابط برتبة مقدم في فرقته لديه فكرة يريد عرضها عليه، فسأله: اسمه إيه؟ قاله فلان، قاله: «لأ ده أنا عارفه ده ما بيهزرش هاتهولى " وفيما بعد، قال اللواء أركان حرب محمود جاد التهامي عن فكرة «يوسف»: المشكلة مش هتتحل الا كدة

وخلال 12 ساعة، وصلت الفكرة للرئيس جمال عبدالناصر، حسبْ تصريحات اللواء باقي زكي يوسف الصحفيّة لجريدة «الشروق»، إذ انتقلت الفكرة فيما بعد إلى إدارة المهندسين، والتي درست الفكرة من كافة نواحيها وجربوا أكثر من نوع من أنواع المضخات، وقاموا بالعديد من التجارب العملية والميدانية للفكرة زادت على 300 تجربة اعتبارا من سبتمبر عام 1969 حتى عام 1972 بجزيرة البلاح بالإسماعيلية حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابي أقيم ليماثل الموجود على الضفة الشرقية للقناة

نجاح التجربة على سواتر ترابية مشابهة :

نجحت فكرة «يوسف» في إزالة 10 ملايين متر مكعب، ومع بدء ساعة الصفر في الثانية ظهر 6 أكتوبر 1973، بدأت المدفعية المصرية أضخم تمهيد نيراني في تاريخها، وبدأ اقتحام مانع قناة السويس، فيما بدأ المهندسون العسكريون يواصلون تنفيذ أخطر مهمة قتالية لفتح الثغرات في الساتر الترابي، لتتمكن 5 فرق مشاة بكامل معداتها من عبور قناة السويس ويرتفع العلم المصري شرق القناة ويتحقق النصر على العدو فى وقت قياسى أثبت المهندسون العسكريون تفوق 3 ساعات مصرية على جهود 6 سنوات إسرائيلية، بدأت مع هزيمة يونيو 1967 وسقطت، بالماء، في أكتوبر 1973. هكذا استطاع سلاح المهندسين، بفضل فكرة المقدم باقى زكى

تكريم اللواء باقى زكى من الدولة :

خلال حياته، حصل اللواء باقي زكي يوسف على نوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات سنة 1974، كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس محمد حسني مبارك سنة 1984

استحق اللواء باقي زكي يوسف نوط الجمهورية العسكري عام 1974، ومنح وسام الجمهورية عام 1984، وفي 23 يونيو 2018

وفاة اللواء باقى زكى :

تقول أرملته في الفيلم التسجيلي: «أنا كنت مع إنسان لم يلوث من الأرض، كان إنسانًا ممتازًا، وحكيمًا جدًا. كان يريد أرضنا بأي شكل، كانت مشكلة حياته، والحمد لله اشترك فيها وحرر الأرض وعادت سيناء الى مصر مرة أخرى

ورحل اللواء باقى زكى يوسف عن عالمنا فى 23 يونيو عام 2018 كلف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ، بإطلاق اسم المرحوم اللواء باقي زكى يوسف، مبتكر فكرة إزالة الساتر الترابي لخط بارليف خلال حرب أكتوبر 1973، على نفق شارع التسعين بمدينة القاهرة الجديدة، وهو أحد الأنفاق المهمة، حيث يربط بين شارعي التسعين الجنوبي والشمالي .